مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية شمس

Human Rights and Democracy Media Center SHAMS

يؤكد مركز إعلام حقوق الانسان والديمقراطية “شمس” في اليوم العالمي للتسامح على أن الاحتلال ما زال يمعن في الخطاب العنصري وأفعال الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وبشكل منظم وممأسس ومن أعلى قمة الهرم السياسي في حكومة الاحتلال، وكانت تصريحات وزير الحرب المقال يواف غالانت خير دليل على ذلك عندما صرح في بداية العدوان على الشعب الفلسطيني في أكتوبر 2023 ” أننا نقاتل وحوشا بشرية، ولا ماء ولا وكهرباء ولا وقود لهم” إضافة إلى تصريحات ما يعرف بوزير التراث عميحاي إلياهو عندما طالب بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، مما يكشف عن ثقافة العنصرية والكراهية والإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر من قبل حكومة الاحتلال ووزرائها وكشف عن حقيقة هذا المجتمع المبني على ثقافة الإرهاب ونفي الآخر وأعمال الإبادة والتدمير.

يندد مركز “شمس” في اليوم العالمي للتسامح  بجرائم الاحتلال الذي يمارس كافة أشكال العنصرية والتمييز  والفصل العنصري والإرهاب والقتل والتدمير  بحق الشعب الفلسطيني في تحدي واضح لكافة الأسس والمبادئ والقيم التي بنيت عليها المنظومة الدولية والخاصة بحماية حقوق الإنسان الأساسية وصون كرامته، يرافق ذلك عجز دولي عن مواجهة تلك الانتهاكات اليومية التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين والمنظومة القيمية الدولية،  بل إن بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تتماهى مع الاحتلال وتقدم له الدعم العسكري والغطاء السياسي في المؤسسات الدولية.

يشير مركز “شمس” إلى أن أعمال الإبادة والقتل والتدمير وممارسات الفصل العنصري وخطاب الكراهية يعري وينسف السردية الإسرائيلية والغربية القائمة على تعليل أخلاقي استراتيجي للعلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية مع الاحتلال في أن الاحتلال يمثل القيمة الديمقراطية والليبرالية الغربية  والتي يتشارك بها مع ما يعرف بدول العالم الحر، فقد سقطت كل هذه السرديات وكشفت عن الوجه الحقيقي للاحتلال العنصري والإرهابي الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويدمر المستشفيات ودور العبادة، فعن أي قيم ديمقراطية مشتركة يتحدث هذا العالم المنافق؟.

يذكّر مركز “شمس” دول العالم في اليوم العالمي للتسامح الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها بتاريخ 12/ كانون أول – ديسمبر 1996م إذ أصدرت القرار رقم ( 95/51)، وطالبت بموجبه الدول الأعضاء الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في 16 من تشرين ثاني – نوفمبر من كل عام ، وتم اعتماد مبادئ التسامح الأممي بناء على هذا الإعلان، وقد هدفت الجمعية العامة للأمم المتحدة من إقرار هذا اليوم إلى إرساء قيم التسامح بين البشر على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وثقافاتهم من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، مستقبل يسوده الاستقرار والأمن والسلام وترسخ فيه قيم المحبة والمودة والحوار والتسامح والاحترام المتبادل بين كافة الشعوب والأمم والمجتمعات، إن هذه القيم والمبادئ السامية مازالت تنتهك وتغتصب جهاراً نهاراً من قبل الاحتلال الذي يشن حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي مريب.

يؤكد مركز “شمس” على أن التحريض على العنف والعنصرية والكراهية الذي يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي لحقوق الانسان لاسيما للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لسنة 1965، والتي تحظر “الدعاية” و “نشر الأفكار” حول التفوق العنصري والتمييز العنصري، بما في ذلك من قبل السلطات العامة أو المؤسسات العامة. وانتهاك لاتفاقية روما لسنة 1998 والتي تشكل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية إذ أكدت المادة رقم (25) على “المسؤولية الجنائية ويعاقب كل شخص “يحرض الآخرين بشكل مباشر وعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية”.

يطالب مركز “شمس” الأمين العام للأمم المتحدة  والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف، ومنظمة اليونسكو، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإلزامها بوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، ولجم تصريحات قياداتها التي تحرض على العنف والقتل والإرهاب والعنصرية والكراهية، وإجبارها على احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئها السامية.