رام الله – اختتمت وزارة العدل ومركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” وبرنامج سواسية لتعزيز البرنامج المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”: برنامج تعزيز سيادة القانون في فلسطين، دورة تدريبية حول التحكيم كأحد الطرق الرسمية البديلة لحل النزاعات، لمجموعة من المحكمين الجدد المعتمدين للعام 2024 في وزارة العدل، بهدف رفع قدراتهم بالتحكيم والأطر القانونية الناظمة لوسيلة التحكيم كوسيلة بديلة لحل المنازعات، وتمكينهم من المشاركة التي تتم بها إجراءات التحكيم.
وشارك معالي وزير العدل الأستاذ المستشار شرحبيل الزعيم المحكمين التدريب، وقدم بدوره مداخلة بعد الجلسة الافتتاحية، تحدث فيها عن تجربته وخبرته في مجال التحكيم وموقفه منه ودعمه له، وحول مهارات المحكم، مؤكداً على أهمية التحكيم في فلسطين، خاصة في ظل هذه الظروف، وشدّد بدوره على أهمية أن تكون القرارات التحكيمية محكمة وذات طابع إنساني تسهم في تقريب طرفي النزاع وتعزز السلم الأهلي، ووضح ميزات التحكيم كوسيلة بديلة سريعة توفر الجهد والمال والتقريب بين المتخاصمين، كما استمع معالي وزير العدل إلى مداخلات وأسئلة المشاركين، وأجاب عنها، واعدًا ببذل قصارى جهده لتعزيز العمل بالوسائل البديلة في فلسطين، ولا سيما التحكيم.
بدورها افتتحت المدير التنفيذي لمركز “شمس” أمل الفقيه الدورة التدريبية مرحبةً بالحضور والمشاركين، مؤكدة على أهمية التدريب الذي يأتي في سياق عمل مركز “شمس” المستمر والدائم لتعزيز الوصول إلى العدالة، سواء من خلال القضاء الرسمي أو الوسائل البديلة الرسمية مثل التحكيم والوساطة، ففي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه النظام القضائي، بما في ذلك تراكم القضايا وتأخر الفصل فيها، يظهر التحكيم كوسيلة سريعة وفعالة تساعد على تسوية المنازعات بطريقة أكثر مرونة وأقل تكلفة وفي وقت أقصر، وأيضاً الدور الكبير للتحكيم والوساطة في الحفاظ على العلاقات المستقبلية بين الأطراف ، مثمنة الجهود التي تبذلها وزارة العدل التي تمثل شريكاً استراتيجياً في هذا العمل، ودورها في دعم وتطوير الأدوات القانونية البديلة لحل النزاعات من خلال الإدارة العامة للشؤون المهنية والوسائل البديلة، وشاكرة جهود الزملاء والزميلات في برنامج سواسية لتعزيز سيادة القانون على دعمهم الدائم والمستمر لهذا البرنامج الذي كان له الأثر الإيجابي الكبير في تعزيز سيادة القانون وضمان وصول المواطنين إلى العدالة.
من جهتها أكدت المديرة العامة لإدارة الشؤون المهنية والوسائل البديلة لحل النزاعات في وزارة العدل المحامية ميساء حمارشة على أهمية التدريب الذي يأتي ضمن المرحلة الأولى من اللقاءات التي ينفذها مركز “شمس” ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى بالشراكة مع برنامج سواسية، والذي تعمل الوزارة بالشراكة معه منذ سنوات على رفع قدرات المحكمين الذين يتم اعتمادهم سنوياً من قبل وزارة العدل بهدف تحسين الأداء لزيادة ثقة المواطن الفلسطيني بأهمية لجوءه إلى التحكيم كوسيلة بديلة لحل النزاعات، لما له من فوائد ووفرة وسرعة، ومن أجل تعزيز وصول المواطنين إلى العدالة.
من جانبه أكد ممثل برنامج سواسية المشترك السيد مأمون عتيلي على استمرارية البرنامج من أجل تعزيز العمل بالوسائل البديلة في فلسطين وقانون الوساطة، مبيناً وجود بعض التحديات والعقبات، ومتأملاً من خلال التدريب نقل ثقافة التحكيم إلى المواطنين ، وأن يصبح المواطن على معرفة بالوسائل البديلة مثل ما يعرف عن المحاكم ، ونشر هذه الثقافة في المجتمع الفلسطيني ، مؤكداً على سعي برنامج سواسية من أجل الوصول إلى منظومة متكاملة لذلك، من أجل تعزيز التوجه للوسائل البديلة كوسائل لحل النزاعات.
وتناول المدرب والمحكم الدولي الدكتور محمد أبو رميلة في الدورة التدريبية التي استمرت لثلاثة أيام محاور عدة شملت: مبادئ وأساسيات التحكيم، التطبيق العملي لأساس التحكيم كوسيلة بديلة، الإطار الناظم لعمل المحكم، قضايا عملية في سلوك المحكم التحكيمي، اتفاق التحكيم وتطبيقاته، مهارات الصياغة العملية لاتفاق التحكيم، القواعد الإجرائية للتحكيم (إجراءات)، هيئة التحكيم الصورية، صدور قرار التحكيم، مهارات صياغة قرار التحكيم، التحديات التي تواجه قرار التحكيم، ومهارات تحصين قرار التحكيم، متبعاً بدوره المشاركة الفعالة والتمارين والتطبيقات العملية لإيصال المعلومات للمشاركين \ات.
وفي نهاية التدريب أوصى المشاركون في التدريب على ضرورة إشراكهم في المزيد من التدريبات لاكتساب الخبرات العملية،، وخاصة فيما يتعلق بالمحاكم الصورية والتدريبات العملية ، والعمل على توعية المواطنين بالتحكيم وزيادة ثقتهم بأهمية اللجوء للتحكيم كوسيلة بديلة لحل النزاعات.
كما وشارك معالي وزير العدل الأستاذ المستشار شرحبيل الزعيم مركز “شمس” وبرنامج سواسية في اختتام الدورة التدريبية وتسليم الشهادات للمحكمين \ات.