يطالب مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” دول العالم والمؤسسات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها وخاصة منظمة اليونيسيف والمقرر الخاص لحقوق الإنسان والأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف والمنظمات الدولية الحكومية والغير حكومية ،بضرورة توفير الحماية للأطفال الفلسطينيين في ظل الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية بحقهم ، ففي اليوم العالمي للطفل والذي اعتمد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 من تشرين ثاني لعام 1954م ، وإعلان الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في نفس اليوم من العام 1989م إذ يحتفل العالم بهذا اليوم بما تمثله الطفولة من براءة الأطفال وعفويتهم وحبّهم للحياة وما في قلوبهم من جمال الروح، وابتسامتهم وفرحتهم ومرحهم الدائم في الأرض وبهجتهم بألعابهم كبهجة العصافير في البساتين وعلى الأشجار وهطول المطر، وفي الوقت الذي يعيش فيه أطفال العالم طفولتهم مع عائلاتهم وعلى مقاعدهم الدراسية ويمارسون طقوس فرحهم ولهوهم الخاصة في الحدائق وملاهي الأطفال، نجد أن أطفال فلسطين يعانون أشد المعاناة ويتألمون من سياسات الاحتلال وإجراءاته القمعية المتمثلة في القتل والتدمير والتهجير القسري وقطع المياه والغذاء والدواء والكهرباء وتدمير البيوت والمدارس والمستشفيات على مرأى ومسمع العالم أجمع، فكم من طفل فلسطيني فقد عائلته في تلك الحرب، وكم من طفل فلسطيني أصبح بلا مأوى بعد أن دمر الاحتلال بيت عائلته، كم من طفل أصبح بلا تعليم بعد أن دمر الاحتلال مدرسته، وكم من طفل أصبح بلا رعاية صحية بعد أن دمر الاحتلال المستشفيات ومراكز الرعاية الطبية، وكم من طفل من الأطفال الخدج وحديثي الولادة لم يجد حضانة خاصة له بعد أن تم تدمير المستشفيات واقتحامها من قبل الاحتلال، إذ تشكل تلك الجرائم وصمة عار على جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يتعامل بطريقة انتقائية وبسياسة المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الفلسطينيين، مما يُعري المجتمع الدولي ويكشف عن مدى التناقض وعدم المصداقية في التعامل مع حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بحقوق الأطفال الفلسطينيين.
يندد مركز شمس بالجرائم المروعة التي ترتكبها (إسرائيل) السلطة القائمة بالاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني من خلال الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين والمنشآت المدنية في قطاع غزة منذ 7/10/2023م فتلك الأعمال تمثل جريمة حرب وشكل من أشكال العقوبات الجماعية بحق المدنيين وخاصة الأطفال، إذ بلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة حوالي (13000) شهيد منهم حوالي (5500) شهيد من الأطفال، وبلغ عدد المفقودين أكثر من (6000) مفقود منهم حوالي (4000) مفقود من الأطفال والنساء، وبلغ عدد الجرحى حوالي (30000) جريح نصفهم تقريباً من الأطفال حسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
يؤكد مركز “شمس” على أن ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي هي أعمال موصوفة في القانون الدولي بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتمثل انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة وللبرتوكول الاختياري الثاني الملحق بها والتي تؤكد على توفير حماية خاصة للأطفال في النزاعات المسلحة ذات الطابع الدولي والغير دولي كونهم من المدنيين وكونهم من الفئات التي لا تشترك في الأعمال الحربية، إذ نصت المادة رقم (14) من اتفاقية جنيف الرابعة على( يجوز للأطراف السامية المتعاقدة في وقت السلم، ولأطراف النزاع بعد نشوب الأعمال العدائية أن تنشئ في أراضيها، أو في الأراضي المحتلة إذا دعت الحاجة، مناطق ومواقع استشفاء وأمان منظمة بكيفية تسمح بحماية الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والحوامل وأمهات الأطفال دون السابعة)، والمادة رقم (17) نصت على أن( يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء من المناطق المحاصرة والمطوقة،)، والمادة رقم (24) والتي نصت على أطراف النزاع ( أن تتخذ كافة التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة الذين تيتموا أو تفرقت عائلاتهم وأن تضمن رعايتهم وإعالتهم وتعليمهم)، وهي أيضاً انتهاك صارخ وكبير للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة1989م، التي تضمن حماية الأطفال وعدم تعرضهم للمخاطر وتوفير سبل العيش الكريم والأمان والرعاية لهم، إذ نصت المادة رقم(38) من الاتفاقية(تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل وأن تضمن احترام هذه القواعد، وتتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الممكنة عملياً لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح)، وانتهاك لإعلان الأمم المتحدة بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة لسنة 1974م والذي (يحظر الاعتداء علي المدنيين وقصفهم بالقنابل، الأمر الذي يلحق آلاماً لا تحصى بهم، وخاصة بالنساء والأطفال الذين هم أقل أفراد المجتمع مناعة، وتدان هذه الأعمال).
يشدد مركز “شمس” على أن الانتهاكات المتواصلة بحق الأطفال الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي تعبر عن مدى الحقد والوحشية والإجرام الذي تنتهجه حكومات الاحتلال على اختلاف أشكالها وتركيباتها، وهي سياسية ممنهجة ومتعمقة في الفكر الصهيوني القائم على المرجعية التوراتية التلمودية والتي تعتبر أن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات، وأن قتل غير اليهودي لا يعتبر جريمة بل هو تقرب إلى الله، ويستندون في ذلك إلى سفر يشوع في التوراة والذي يمثل مرجعية العنف والإرهاب والتدمير في الفكر الصهيوني القائم على هذه السفر التوراتي.