رام الله : مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” على أن الاستهداف الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي للمؤسسات التعليمية الفلسطينية (جامعات، مدارس، رياض أطفال، مؤسسات ثقافية) وتدميرها يشكل إحدى تجليات سياسات الاحتلال وعدوانه من أجل تجهيل الشعب الفلسطيني، لحرمانه من التعليم والمعرفة والثقافة والإبداع والابتكار، وقال المركز أن الاحتلال يهدف أيضاً إلى تدمير الحركة الأدبية والثقافة والرواية الفلسطينية التي تعتبر أداة مهمة من أدوات مواجهة الاحتلال وتعرية خطابه وروايته وفضح جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني أمام الرأي العام الدولي.
شدد مركز “شمس” على أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمؤسسات التعليمية بكافة أنواعها من مدارس وجامعات ومراكز ثقافية ومباني تراثية هو تعبير عن مدى الفاشية والوحشية والحقد والإجرام لدى قادة وجنرالات الاحتلال ويعبر عن النوايا والأهداف العدوانية الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي في تدمير كافة مقومات الحياة المدنية، وعن حالة الاستخفاف واللامبالاة اتجاه القوانين الدولية التي تحمي المؤسسات التعليمية وتدعو إلى تحييدها عن العمليات الحربية وساحات المعارك كونها منشآت مدنية ولا تستخدم لأية أغراض عسكرية أو قتالية.
ندد مركز “شمس” بعمليات القصف والتدمير والاستهداف المنظم من قبل الاحتلال الإسرائيلي للمؤسسات التعليمية وخاصة للمدارس وطواقمها في قطاع غزة، من مدارس حكومية، ومدارس خاصة، ومدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وخلق حالة من الخوف والرعب والفزع والهلع، إذ بلغ عدد المدارس الذي تم تدميرها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7/10/2023 حوالي (38) مدرسة مدمرة بالكامل، وتضرر (221) مدرسة أخرى بشكل جزئي، واستشهاد حوالي (2510) طالب، واستشهاد حوالي (70) شهيد من الكادر التعليمي. وفيما يتعلق بمؤسسات التعليم العالي الجامعات والكليات فقد بلغ عدد الشهداء من كوادرها (439) شهيداً، (427) طالباً و(12) من العاملين فيها، وكما وبلغ عدد الجامعات التي تضررت (11) جامعة بشكل جزئي، إضافة إلى تدمير وتضرر عدد من المؤسسات الثقافية ومراكز التعليم العاملة في الضفة وقطاع غزة. وذلك حسب وزارة التعليم.
أكد مركز “شمس” أن استهداف المؤسسات التعليمية وتدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي يعتبر انتهاك جسيم للحق في التعليم والذي هو حق أصيل من حقوق الإنسان وهو جريمة موصوفة في القانون الدولي بأنها جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، فقد ضمنت اتفاقية لاهاي بشأن قوانين وأعراف الحرب البرية لسنة 1907م حماية خاصة للمؤسسات التعليمية، وخاصة المادة رقم (27) والتي نصت على( أنه في حالات الحصار أو القصف يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة، والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية) والمادة رقم (56) والتي نصت على (يجب معاملة ممتلكات البلديات وممتلكات المؤسسات المخصصة للأعمال الخيرية والتربوية، والمؤسسات الفنية والعلمية، كممتلكات خاصة، حتى عندما تكون ملكاً للدولة، ويحظر كل حجز أو تدمير أو إتلاف عمدي لمثل هذه المؤسسات، والآثار التاريخية والفنية والعلمية، وتتخذ الإجراءات القضائية ضد مرتكبي هذه الأعمال)، وانتهاك لاتفاقية روما لسنة 1998م وخاص للمادة رقم (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي نصت على أن (تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب)، وانتهاك للاتفاقية الدولية لحماية الممتلكات الثقافية في النزاع المسلح لسنة 1954م، وقد نصت المادة رقم (4) من الاتفاقية على أن (تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية)، ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/147 بتاريخ 16/ ديسمبر /1981 فقرة (6) والذي أكد على أن الاعتداء على الأماكن التاريخية والثقافية هو من قبيل جرائم الحرب، وهو مصادرة للحق في التعليم المكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
وطالب مركز “شمس” منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو بضرورة التحرك العاجل والضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها ضد المؤسسات التعليمية والثقافية الفلسطينية وخاصة المدارس، لأن تدمير المدارس يعتبر اعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المؤسسات التعليمية لدولة عضو في منظمة اليونسكو وعلى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة نفسها كون مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا تعتبر مؤسسات دولية وترفع علم الأمم المتحدة برمزيتها وخصوصيتها ومن الواجب عليها التحرك العاجل للدفاع عن المؤسسات التعليمية التابعة للأمم المتحدة وللدول الأعضاء فيها ورعاية مصالحهم الثقافية والتعليمية والدفاع عنها.
ودعا مركز “شمس” الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص للأمم المتحدة للطفولة، والمنظمات الدولية الإقليمية العربية والإسلامية، والمنظمات والشبكات الدولية الغير حكومية المعنية بالتعليم والثقافة بضرورة التحرك لدى حكوماتها وبرلماناتها للتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على كل مكونات الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما في قطاع غزة . ولوقف سياسة التدمير التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق الجامعات والمدارس والمراكز العلمية والثقافية .