رام الله: أصدر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” مرصده الشهري عن شهر تشرين أول 2022 حول عمليات الهدم والإخطارات ضد منشآت الفلسطينيين سواء الدينية أو السياحية أو الصناعية أو التجارية أو التعليمية أو الرسمية أو الزراعية وبالتركيز على السكنية منها. من قبل “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال، يذكر أن مركز “شمس” يصدر دورياً مراصد متخصصة شهرية ونصف سنوية وسنوية حول هذا النوع من الانتهاكات وانتهاكات أخرى.
استند التقرير الرصدي على منهجية تقوم على الرصد الميداني من قبل طاقم وباحثي مركز “شمس”، والذين قاموا برصد وحصر الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنشآت الفلسطينية خلال الفترة 1/10/2022- 31/10/2022 في كافة محافظات الضفة الغربية لغايات إصدار هذا المرصد الشهري، ومن ثم العمل على تحليل البيانات وتفكيكها وإخراجها على شكل جداول، وفقاً لخارطة مؤشرات تحليلية كمية ونوعية شاملة. خلال شهر تشرين أول 2022، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (59) منشأة يملكها فلسطينيين/ات، سواء بالهدم أو المصادرة أو توزيع الإخطارات بنيّة استهداف هذه المنشآت مستقبلاً.
تركزت أبرز الانتهاكات في عمليات الهدم التي طالت (41) منشأة، منها (8) منشأة تم إجبار مالكيها على هدمها ذاتياً تحت طائلة التهديد بالغرامات والسجن، بحجة عدم الترخيص. أما من حيث الإخطارات، فقد أخطرت قوات الاحتلال (13) منشأة بالهدم أو وقف العمل، وهي عبارة عن منازل، ومنشآت زراعية ومدرسة.
فيما صادرت قوات الاحتلال (5) منشآت، وهي عبارة عن خيام زراعية، تم مصادرتها بحجة عدم الترخيص
وقد ركز المؤشر الأول على توزيع المنشآت التي تم استهدافها بالهدم أو المصادرة أو الإخطارات وفقاً لنوعها، فكانت المنشآت التي تم هدمها هذا الشهر على النحو التالي: مساكن بيوت (26) منشأة، مساكن بركسات (4)، مساكن خيام (2)، مخازن (2)، بركس زراعي (5)، بسطات خضار (1)، وكرفان متنقل.
والمنشآت التي تم إخطارها على النحو التالي: مساكن بيوت (10) منشآت، بركسات زراعية (2)، ومدرسة.
والمنشآت التي تم مصادرتها: مساكن خيام (5).
فيما ركز المؤشر الثاني على توزيع المنشآت التي تم هدمها وفقاً لمناطقية الاستهداف، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظة الخليل (21) منشأة، تليها محافظة القدس (8) منشآت.
وبالنظر إلى الإخطارات سواء بالهدم أو المصادرة أو وقف أعمال البناء وغيرها من الانتهاكات التي تمنع الفلسطينيين من إعمال حقهم في بناء وإعمار واستثمار منشآتهم، حيث تشير الإخطارات إلى اتجاهات تمركز الاستهدافات الإسرائيلية القادمة لمنشئات الفلسطينيين، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظة الخليل (8) منشآت، ثم محافظتي قلقيلية وجنين.
أما المنشآت التي تم مصادرتها كانت في محافظة الخليل (5) منشآت.
ركز المؤشر الثالث على السكان المستهدفين، بما أن هذه العمليات التي تستهدف المنشآت الفلسطينية لا تجري في نطاق معزول عن السكان، فقد بلغ عدد السكان المتضررين منها خلال شهر تشرين أول، (45) شخص على الأقل، منهم (6) أطفال، و (1) نساء، وذلك وفق ما توفرت من معلومات.
أما بالنظر إلى الحجج التي تستخدمها “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال في محاولتها شرعنة الجريمة في شهر تشرين أول، كانت المنشآت التي تم هدمها من قبل قوات الاحتلال بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق (C) (40) منشأة من أصل (41)، و (1) منشاة هدمت بحجة توسيع مستوطنات مقامة على أراضي المواطنين.
أما فيما يتعلق بالإخطارات، كانت المنشآت التي أخطرتها قوات الاحتلال بحجة عدم الترخيص ووقوعها في مناطق (c) (11) من أصل (13) منشأة، و(2) منشأة هدمت كعقوبة جماعية ضمن سياسة الاحتلال التي تتبعها تجاه منفذي العمليات ضدها.
أما فيما يخص المنشآت التي تمت مصادرتها والبالغ عددها (5) منشآت، كانت بحجة عدم الترخيص..
وبالتركيز على الهدم الذاتي، الذي يمثل نوعاً من القهر المركب والممركز، بحيث يتم إجبار مواطنين/ات فلسطينيين/ات مقدسيين/ات على هدم منازلهم/ن ومنشآتهم/ن بأيديهم/ن تحت طائلة التهديد بفرض غرامات باهظة عليهم وتحميلهم تكلفة الهدم مضاعفة في حال لم يقوموا بذلك، وهو ما يشكل تماهي لافت لأدوات المنظومة الإسرائيلية العنصرية من محاكم وهيئات محلية وقوات جيش وشرطة، ويشكل جريمة يتم إجبار ضحاياها على الاشتراك في تنفيذها ضد ذواتهم. خلال شهر تشرين أول بلغ عدد المنشآت التي أجبرت سلطات الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتياً (8) منشآت من أصل (41) منشأة تم هدمها، فقد هدمها أصحابها تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص.
وضمن سياسة الاحتلال التي يستخدمها في هدم المنازل كإجراء عقابي جماعي ضد منفذي العمليات ضده كوسيلة ردع لأي عمل مقاوم للاحتلال، خلال شهر تشرين أول أخطرت قوات الاحتلال بهدم منزلين في محافظة جنين. فقد قررت سلطات الاحتلال، هدم منزلي الشهيدين عبد الرحمن هاني عابد، وأحمد أيمن عابد من بلدة كفر دان غرب جنين، وكان الشهيدان عابد ارتقيا عند حاجز الجلمة شمال جنين، في الرابع عشر من أيلول/ سبتمر الماضي.