رام الله: أصدر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” مرصده الشهري عن شهر أيلول 2022 حول عمليات الهدم والإخطارات ضد منشآت الفلسطينيين سواء الدينية أو السياحية أو الصناعية أو التجارية أو التعليمية أو الرسمية أو الزراعية وبالتركيز على السكنية منها. من قبل “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال، يذكر أن مركز “شمس” يصدر دورياً مراصد متخصصة شهرية ونصف سنوية وسنوية حول هذا النوع من الانتهاكات وانتهاكات أخرى.
استند التقرير الرصدي على منهجية تقوم على الرصد الميداني من قبل طاقم وباحثي مركز “شمس”، والذين قاموا برصد وحصر الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنشآت الفلسطينية خلال الفترة 1/9/2022- 30/9/2022 في كافة محافظات الضفة الغربية لغايات إصدار هذا المرصد الشهري، ومن ثم العمل على تحليل البيانات وتفكيكها وإخراجها على شكل جداول، وفقاً لخارطة مؤشرات تحليلية كمية ونوعية شاملة. خلال شهر أيلول 2022، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (63) منشأة يملكها فلسطينيين/ات، سواء بالهدم أو المصادرة أو توزيع الإخطارات بنيّة استهداف هذه المنشآت مستقبلاً.
تركزت أبرز الانتهاكات في عمليات الهدم التي طالت (42) منشأة، منها (5) منشأة تم إجبار مالكيها على هدمها ذاتياً تحت طائلة التهديد بالغرامات والسجن، بحجة عدم الترخيص. منها منزل لسيدة، أجبرت سلطات الاحتلال في حي سلوان بمدينة القدس مواطنة على القيام بنفسها بهدم منزلها، بعد أن أخطرتها في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص. ما أدى إلى تشريدها مع أطفالها الثلاثة، علماً أن زوجها متوفي.
أما من حيث الإخطارات، فقد أخطرت قوات الاحتلال (7) منشآت بالهدم أو وقف العمل، وهي عبارة عن منزل، ومنشآت تجارية وجدران استنادية.
فيما صادرت قوات الاحتلال (14) منشأة، وهي عبارة عن خيام سكنية وزراعية، بالإضافة إلى كرفانات متنقلة، منها سكنية وأخرى بداخلها معدات، ووحدة صحية، تم مصادرتها بحجة عدم الترخيص.
وقد ركز المؤشر الأول على توزيع المنشآت التي تم استهدافها بالهدم أو المصادرة أو الإخطارات وفقاً لنوعها، فكانت المنشآت التي تم هدمها هذا الشهر على النحو التالي: مساكن بيوت (8) منشآت، مساكن بركسات (2)، مساكن كرفانات (1)، غرف زراعية (2)، آبار مياه (3)، حظائر وبركسات ماشية (3)، منشآت تجارية (1)، جدران استنادية وأسوار (2)، مغسلة سيارات (1)، حظائر للطيور والدواجن (1)، مخازن (2)، بركس زراعي (2)،بسطات خضار (11)، اسطبل للخيول، نادي فروسية، وسلسلة حجرية.
والمنشآت التي تم إخطارها على النحو التالي: مساكن بيوت (1) منشأة، جدران استنادية (1)، منشآت تجارية (3)، صالة أفراح، ومشطب سيارات.
والمنشآت التي تم مصادرتها على النحو التالي: مساكن خيام (2) مساكن كرفانات (1)، كرفانات زراعية (1)، كرفانات متنقلة (2)، خيام زراعية (7)، ووحدة صرف صحي.
فيما ركز المؤشر الثاني على توزيع المنشآت التي تم هدمها وفقاً لمناطقية الاستهداف، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظة القدس (14) منشأة، تليها محافظة بيت لحم (12) منشأة.
وبالنظر إلى الإخطارات سواء بالهدم أو المصادرة أو وقف أعمال البناء وغيرها من الانتهاكات التي تمنع الفلسطينيين من إعمال حقهم في بناء وإعمار واستثمار منشآتهم، حيث تشير الإخطارات إلى اتجاهات تمركز الاستهدافات الإسرائيلية القادمة لمنشئات الفلسطينيين، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظة نابلس (5) منشآت، ثم محافظتي القدس وبيت لحم، منشأة واحدة في كل منهما.
أما المنشآت التي تم مصادرتها كانت ذروة الاستهداف في محافظة أريحا والأغوار (7) منشآت.
ركز المؤشر الثالث على السكان المستهدفين، بما أن هذه العمليات التي تستهدف المنشآت الفلسطينية لا تجري في نطاق معزول عن السكان، فقد بلغ عدد السكان المتضررين منها خلال شهر أيلول، (26) شخص على الأقل، منهم (6) أطفال، و (5) نساء، وذلك وفق ما توفرت من معلومات.
أما بالنظر إلى الحجج التي تستخدمها “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال في محاولتها شرعنة الجريمة في شهر أيلول، كانت المنشآت التي تم هدمها من قبل قوات الاحتلال بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق (C) (41) منشأة من أصل (42)، و (1) منشاة كعقوبة جماعية ضمن سياسة الاحتلال التي تتبعها تجاه منفذي العمليات ضدها.
أما فيما يتعلق بالإخطارات، فكانت جميع المنشآت التي أخطرتها قوات الاحتلال والبالغ عددها (7) منشآت، أخطرت بحجة عدم الترخيص ووقوعها في مناطق (c). والمنشآت التي صادرتها قوات الاحتلال والبالغ عددها (14) منشأة، تم مصادرتها بحجة عدم الترخيص.
وبالتركيز على الهدم الذاتي، الذي يمثل نوعاً من القهر المركب والممركز، بحيث يتم إجبار مواطنين/ات فلسطينيين/ات مقدسيين/ات على هدم منازلهم/ن ومنشآتهم/ن بأيديهم/ن تحت طائلة التهديد بفرض غرامات باهظة عليهم وتحميلهم تكلفة الهدم مضاعفة في حال لم يقوموا بذلك، وهو ما يشكل تماهي لافت لأدوات المنظومة الإسرائيلية العنصرية من محاكم وهيئات محلية وقوات جيش وشرطة، ويشكل جريمة يتم إجبار ضحاياها على الاشتراك في تنفيذها ضد ذواتهم. خلال شهر أيلول بلغ عدد المنشآت التي أجبرت سلطات الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتياً (5) منشأة من أصل (42) منشأة تم هدمها، فقد هدمها أصحابها تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص.
وضمن سياسة الاحتلال التي يستخدمها في هدم المنازل كإجراء عقابي جماعي ضد منفذي العمليات ضده كوسيلة ردع لأي عمل مقاوم للاحتلال، خلال شهر أيلول هدمت قوات الاحتلال منزل في محافظة جنين. فقد هدمت قوات الاحتلال في مدينة جنين، الشقة السكنية لمنزل عائلة الشهيد رعد خازم من خلال تفجيرها من الداخل عبر استخدام المواد المتفجرة.