مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية شمس

Human Rights and Democracy Media Center SHAMS

رام الله : بكثير من الفخر والسرور، تلقى مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” ممثلاً بمجلس إدارته وهيئته العامة والطاقم التنفيذي وشبكة متطوعيه وجمهوره، الإعلان من قبل الشركاء في مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة “ديكاف” وهو مؤسسة دولية غير حكومية مقره سويسرا ، عن انضمام مدير عام مركز “شمس” الدكتور عمر رحال لسلسلة الأبطال ضمن برنامجChampions   وذلك لمساهماته الاستثنائية والمبادرات المبتكرة التي صممها ونفذها في مجال إصلاح قطاع الأمن والحكم الرشيد في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتكريسه جميع أعماله لتعزيز مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون الضرورية للغاية لحوكمة قطاع الأمن والإصلاح.

تأتي هذه الجائزة لتشكل تقديراً محط امتنان للعمل الذي بدأه مركز “شمس” في قطاع الأمن الفلسطيني بشكل تراكمي ومستمر منذ العام 2007، والذي شكل محطة فارقة في العلاقة بين القطاع الأمني والمجتمع المدني الفلسطيني ككل واختراقاً مهماً على طريق الشراكة والانفتاح وبناء الثقة والتعاون لتحقيق مستوى أفضل من حقوق الإنسان في التشريعات والاستراتيجيات والممارسات والقناعات، إذ استطاع مركز “شمس” لأول مرة أن يجمع المؤسسات المدنية والمؤسسة الأمنية وجهاً لوجه، الأمر الذي ساهم في مأسسة قنوات الاتصال بين القطاعين وتعزيز أطر التعاون بينهما.

خلال عمله، استطاع مركز “شمس” أن يحدث فرقاً في أداء المؤسسة الأمنية الفلسطينية من خلال التدخلات والأنشطة المختلفة، سواء على مستوى رفع الوعي والتثقيف والتدريب، أو صناعة السياسات، أو تنظيم جلسات الاستماع والمساءلة، أو الضغط والمناصرة، أو الانتاجات الأدبية، أو الأنشطة الإعلامية، فضلاً عن رصد وتوثيق ومناهضة التعذيب وإساءة المعاملة، ومناصرة الضحايا، والزيارات الدورية، والعمل الحثيث لضمان المساءلة وعدم إفلات الجناة من العقاب.

وهو عمل شهد محطات بارزة، إذ نستذكر بهذه المناسبة إنتاج وإطلاق أول ميثاق شرف حول الحق في التجمع السلمي والذي تم إعداده وفق أحدث المعايير والممارسات الدولية الفضلى في السياق، وشكل نجاحاً لافتاً قيام جهات أمنية بارزة بالتوقيع عليه ومنها جهاز الشرطة واجهزة أمنية أخرى. كما نجح “شمس” بالشراكة والدعم غير المحدود من “ديكاف” عام 2011 في تأسيس أول مجلس للسلم الأهلي ووضع أول استراتيجية ذات علاقة على مستوى المحافظات، والتي استهدفت محافظة جنين وعلى إثرها تبلورت رؤية رسمية تمثلت في صدور قرار عن مجلس الوزراء بإنشاء مجالس للسلم الأهلي لكل المحافظات، ليتولى “شمس” بناء قدرات العاملين في مجالس السلم الأهلي في واحدة من أكبر إنجازات الشراكة بين الطرفين.

في السياق ذاته، عمل “شمس” على بناء وإصلاح قدرات قطاع الأمن الفلسطيني عبر دمج مفاهيم حقوق الإنسان والحوكمة والنزاهة والشفافية وفعالية الشكاوى، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة المدنية على القطاع الأمني المهم للغاية لا سيما في ضوء غياب البرلمان الفلسطيني. وعلى نحو خاص، شمل العمل المشترك مع مركز “ديكاف” تعزيز وصول النساء لمؤسسات العدالة الرسمية وتحديداً لجهات إنفاذ القانون الأمنية وأهمها جهاز الشرطة الأكثر احتكاكاً مع المواطنين/ات لضمان بيئة آمنة ضد التحيزات الجنسية والتمييز وأكثر إنصافاً.

وعلى الرغم من التضحيات التي قدمتها المؤسسة الأمنية في سبيل البناء، ومن الجهود التي تم بذلها والتي هي موضع تقدير، إلا أن هذه الجائزة تضعنا جميعاً أمام مسؤولية إدراك أن الطريق ما زال طويلاً وأن الخطوات في بدايتها وأن التحديات كبيرة قبل الوصول الكلي لقطاع أمني فلسطيني مُحوكم ونزيه كفؤ وفعال ومستجيب لمعايير وممارسات حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة الفضلى، في ظل حداثة التجربة الأمنية الفلسطينية والظروف السياسة الخاصة.

تتجلى يومياً الحاجة إلى إعادة النظر في منطلقات السياسة الأمنية ومرتكزاتها وفلسفتها، عبر بناء سياسة أمنية متكاملة وحديثة تنطلق من دورها في حماية المواطنين الفلسطينيين من أي عدوان خارجي، وحماية حقوق الإنسان والحريات، والحفاظ على الممارسة الديمقراطية، والترفع عن التجاذبات السياسية، وإنفاذ القانون وفقاً للاتفاقيات الدولية والمعايير والممارسات الفضلى، وحماية القانون الأساسي (الدستور المؤقت) والمؤسسات الدستورية، والحفاظ على السلم الأهلي، ومراعاة الشفافية ومتطلبات النزاهة ونظم الرقابة والمساءلة في عمل المكونات الأمنية.

في ضوء ذلك، ينبغي أن نبقي نصب أعيننا دائماً ضرورة تعزيز الانفتاح الأمني على المؤسسة المدنية والاستثمار بشكل أكبر في قنوات مستدامة للتواصل والحوار بين القطاعين، وإصلاح الأطر التشريعية، والتعامل بجدية وشفافية مع الشكاوى والبلاغات وتحسين حالة وحدات الشكاوى، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين/ات الفلسطينيين من قبل كافة مكونات المؤسسة الأمنية، وتعزيز قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد على مستوى السياسات والاستراتيجيات والممارسات في الحيز الأمني، وإعمال قيم وممارسات المساءلة ورفع كفاءة التفتيش والرقابة الداخلية والخارجية، واتخاذ سلوكيات رادعة في حال انتهاك القانون، وتعزيز الآليات الوقائية للحماية من التعذيب وإساءة المعاملة، وتسهيل الزيارات الدورية والمفاجئة من قبل المراقبين المدنيين، والالتزام المطلق والصارم بالمعايير الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان والحريات في إنفاذ القانون.

يتلقى “شمس” هذه الجائزة بفرح ورضا من جهة، وعينه على مواصلة العمل في مجال إصلاح وحوكمة قطاع الأمن الفلسطيني والحكم الرشيد من جهة أخرى، ضمن الرؤية التي انطلق وفقاً لها “شمس” منذ 17 عاماً في الوصول إلى مجتمع فلسطيني ديمقراطي وحر قائم على احترام الحقوق والحريات ومبدأ سيادة القانون، رؤية ركيزة أساسية فيها إدراك أن إصلاح القطاع الأمني الفلسطيني أداة جوهرية للوصول إلى الدولة الفلسطينية العتيدة ولتحقيق التنمية المستدامة والمدخل لإعادة بناء العقد الاجتماعي الفلسطيني على أساس مدني حضاري وحر.

ينتهز مركز “شمس” هذه الفرصة للتوجه بالتحية الحارة للشركاء في مركز “ديكاف” والذين استطعنا على مدار سنوات طويلة من العمل المشترك معهم والقائم على المهنية والموضوعية من أن نؤسس أرضية واعدة للحوكمة في القطاع الأمني الفلسطيني، مثمنين دعهم الدائم والمستمر للوصول للهدف النهائي ممثلاً في قطاع أمني فلسطيني مُحوكم ونزيه كفؤ وفعال ومستجيب لمعايير وممارسات حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة الفضلى.